أخبار وتقارير

تقرير: كان مستشفى وتحول هيكلاً عظمياً

يمنات / ماجد الشعيبي

مستشفى "الشهداء الثلاثة" بمديرية الشعيب الضالع إحدى أهم المستشفيات المجهزة بكامل الاحتياجات الطبية من معدات وكادر طبي متخصص، يستقبل كل الحالات التي تصلهم ويزدحم لنرى بعض المرضى يتمددون على أرضيته..

يتميز أن لديه غرفة عمليات مجهزة للحالات الطارئة وقسم تمريض ونساء وولادة وأشعة ومختبرات وصيدلية داخلية؛ تمنح العلاج بالمجان للمرضى..

هذه المميزات جعلت المستشفى يلبي احتياجات المواطنين من مختلف قرى الشعيب ويغنيهم عن السفر خارج المديرية، وهذه الأشياء كانت للأسف الشديد قبل العام90 – أي قبل الوحدة اليمنية – التي جعلت من المستشفى وغيرها من المرافق الحكومية؛ مجرد هيكل عظمي لا أكثر..


يعود تأسيس مستشفى الشهداء الثلاثة إلى العام 76 تحديداً 11 فبراير وسمي بهذا الاسم تكريماً للشهداء الثلاثة الذين سقطوا في جبل "العوابل" وهو الجبل المشهور في المديرية أثناء جلاء المستعمر البريطاني..

زيارة مستشفى الشعيب الآن يعد بمثابة زيارة هيكل مجسم لمستشفى عفا علية الزمن وهذا ما يؤكد عليه أبناء المديرية والدكتور الوحيد الذي تبقى هناك والذي يعالج بعض الحالات النادرة التي تصل بعض الأيام..

تدهورت حالة المستشفى تدريجياً بعد الفترة التي شهد فيها ازدهاراً ملحوظاً وهي ما قبل الوحدة وبدأ حالة تتدهور فيما بعد العام 90 تدريجياً حتى أصبح الآن مكاناً تراثياً نتيجة الإهمال الشديد له من قبل الحكومات المتعاقبة والمحافظين في مدينة الضالع..


د. محمد : المستشفى هيكل لا أكثر وانا الدكتور الوحيد هنا..

يروى الدكتور محمد سعيد وهو الدكتور الوحيد حالياً الذي يعمل بانتظام حكايته منذ البداية مع هذا المستشفى ويقول :كان المستشفى قبل الوحدة يحوي كل المقومات العلاجية من أدوات طبية وأطباء وممرضين وممرضات ومساعدين اطباء وقابلات، وكانت تأتي لنا الأدوية مجاناً وباستمرار..

وعن وضعه الشخصي يقول : عينت في عام 1984 أي قبل الوحدة وكان يعطى لنا كل الاحتياجات الخاصة مثل الغذاء وغيرها وكان راتبي حينها ما يعادل 600 $ شهرياً.

كان المستشفى يزدحم بالمرضى وحين كان يفوق الحد كنا نقوم بتمديد الأمراض على أرضية المستشفى نتيجة كثرة الحالات التي كنا نستقبلها..

حالة المستشفى بعد الوحدة يواصل الدكتور حديثه محمد وكثير من الاستياء مرسومة على ملامح وجهه،ويتأنى بالكلام قائلاً :حقيقة نحن في الأرياف ضربنا ضربة قاضية وبالذات حين تم فتح عيادات ومستشفيات خاصة، بداية تم تقليص التغذية على المستشفى، وانقطعت علينا الأدوية، وحين وصل الوضع إلى مرحلة سيئة غادر الكثير من الأطباء وتحولوا ليعملوا في المجال الخاص.

أنا الوحيد الذي لا زلت أعمل منذ بداية توظيفي بهذه المستشفى يواصل الدكتور حديثة.. ونتيجة ارتباطي بهذا المستشفى وبالأمراض وبأبناء هذه المنطقة وايضاً كجانب أنساني لكون الجميع غادر المكان يقول:قررت أن أبقى هنا فالسنوات التي قضيتها بالعمل أكسبتني خبرة وأصبحت الآن أعالج جميع الأمراض بمختلف حالاتهم، وكان غياب الدكاترة المتخصصين يجبرني على معاينة كل الحالات وكل هذا من خلال تجربتي الشخصية.

يقول الدكتور : بداية الوحدة كان هناك إقبال لا بئس يه ولكنه تضائل في ما بعد وبدئت تتدهور حالت المستشفى إلى الاسوأ حتى أصبح المستشفى مجرد ديكور ولم يعد يصلنا أي أدوية إلا في حالات نادرة.

ويسرد الدكتور حديثة مواصلاً : تم خصم المبالغ التي كانت تعطى لنا كمكافآت حتى اني بعد الوحدة كنت أستلم مبلغ وقدرة 10000 عشرة الف ريال يمني وبعد متابعات طويلة في صنعاء ومجلس الوزراء تم رفع معاشي إلى 90000 تسعين الف ريال يمني ومن المفروض انني الآن حصلت على المرتبة الأولى بحكم 29 سنة خدمة ولكن من تتابع فقد رفضت كل التوجيهات في المحافظة.

العمل الآن في المستشفى شبه مشلول وأكثر دكتور يأتي يعمل لدينا يعمل شهر ثم يغادر فالإدارات غائبة وكل شيء مفقود.

قال الدكتور ان الوضع بشكل عام بعد الوحدة وإن المجلس المحلي بالمحافظة ليس قادر على عمل شيء ولا يعطى للموظفين حقوقهم وعملهم فقط حباً في المواطنين وتضحية من قبلهم لا أكثر

 احياناً يأتي لينا 10 إلى سبعة أمراض لا اكثر والوضع الحالي مجرد تطفيش والحقيقة أنني الآن اعد الدكتور الوحيد بهذا المستشفى مع أن هناك دكاترة مسجلين ولكن لا يحضرون للأسف.

مواطن : لم نعد نزور المستشفى

يقول أحد المواطنين القريبين من هذا المستشفى أنهم لا يستفيدون من خدمات هذا المستشفى الذي أصبح كما يقول بدون فائدة.

ويؤكد احمد صالح الشعيبي أن أبناء الشعيب يلجئون للمستشفيات الخاصة وأحيان كثيرة يذهبون إلى مدينة عدن لتلقي العلاج فبعض الحالات كما يقول لا تعالجها بعض المستشفيات الخاصة التي افتتحت في المديرية.

ويقول الشعيبي أن المواطنين يعانوا من تردي في الصحة السكانية في المديرية بسبب ضعف وتردي الخدمات الصحية في المديرية

ويواصل ..الكثير من الحالات تموت وهي في طريقها للإسعاف إلى خارج المديرية نتيجة عدم جاهزية المستشفيات لاستقبال بعض الحالات الطارئة وأخرى تموت في الطريق نتيجة بُـعد المستشفيات وتباعد القرى في المديرية وعدم وجود مرفقات صحية في أغلب قرى الشعيب.

معدات منتهية باستثناء الكشافة.

باستثناء الكشافة في المستشفى فأن كل المعدات الطبية منتهية نتيجة الإهمال وعدم الاستخدام ونتيجة مرور الوقت عليها حيث كانت تستخدم قبل الوحدة وقتها كان يملك المستشفى كل المقومات وكان لا يتسع لكل الأمراض.

ولعل من تبقى من الأمراض الذين يزورون مستشفى الشهداء الثلاثة لا يذهبون إليه إلا في حالة دق الإبر العادية لا أكثر، فكل تلك الإمكانيات التي كان يحتضنها المستشفى أصبحت مجرد رصيد يحسب لتاريخه ولتلك الفترة الماضية ..

مركزين صحيين بدعم خارجي أحدهما لا يعمل.

يعمل المركز الصحي الخاص بالأمومة والطفولة وأسس في العام 2004 إلى جوار المستشفى والذي تم إنشاؤه بدعم من الاتحاد الأوروبي ويقوم باستقبال بعض الحالات الخاصة بالأطفال وما شابه ذلك

ومن جهة أخرى ساهم الصندوق الاجتماعي للتنمية بعدن في ترميم هذا المستشفى وقام بعمل مبنى صحي يسمى " الطوار التوليدية " في نهاية عام 2010 م وكان من المفترض إن يستقبل حالات نسائية ما بعد الولادة وإلى الآن لا يزال لا يعمل وقيل أن هناك ميزانية تشغيله مقدرة بــ 65 إلف ريال يمني إلا أنها لا تفي بالغرض ولا يزال هذا المركز خارج العمل حتى اليوم..

معلومات عن مديرية الشعيب

تقدر مساحة مديرية الشعيب بنحو 350 كم2, وهي بذلك تمثل نسبة 8 % من إجمالي مساحة محافظة الضالع البالغة مساحتها حوالي (4356) كم2. يحدها من الشرق مديرية يافع. ومن الشمال مديرية جبن. ومن الغرب مديرية قعطبة. ومن الجنوب مديريتا الحصين حالمين. (انظر الخريطة الطبيعية لمديرية الشعيب

يقدر عدد سكان مديرية الشعيب في عام 2008م بحوالي (43.279) نسمة. وهو يشكل نسبة 8% من إجمالي سكان محافظة الضالع البالغ عددهم حوالي( 540.983) نسمة، حسب الإسقاطات المعتمدة لمعدل النمو السنوي لمحافظة الضالع المحدد رسمياً بواقع 3.5%، وذلك بموجب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت ديسمبر 2004م (1).

عاصمة الشعيب "العوابل " وهي تبعد عن مدينة الضالع، عاصمة المحافظة، بحوالي 28 كم وعن صنعاء،عاصمة الجمهورية، بحوالي 320 كم.

 تتألف مديرية الشعيب من أكثر من (113) قرية. من أكبرها قرى (بخال، المضو، لنجود، الرباط، القزعة، مكلان، الشرف والظاهرة، لصبور، عنفد، راغب، حذارة، ولودية، القهرة، وأرضة، وحوف. وتنتشر معظم قرى الشعيب فوق كتلة جبلية شديدة التضرس والوعورة، حيث يصل متوسط ارتفاعها إلى حوالي(2420) متراً فوق مستوى سطح البحر. ومن قممها الجبلية العالية جبل العوابل 2433 متر، والكومل 2527 متر فوق سطح البحر. وجبال الشعيب عبارة عن هضبة تضاريسية تمتد من الشرق على الغرب يصل طولها إلى حوالي 28 كم، وعرضها يتراوح مابين 10-15 كم، وتتصف من حيث تكويناتها الجيولوجية بتنوع تركيبها الصخري

المعلومات عن الشعيب :من مقال للدكتور حسين العاقل..

زر الذهاب إلى الأعلى